الأحد، 7 أبريل 2013

تاريخ مثلث حلايب المتنازع عليه


مثلث حلايب ومثلث بارتازوجا.png
صورة توضيحيه لمثلث حلايب المتنازع عليه والذى يفكر الرئيس مرسى برجوعه للسودان
 

 هذه الكتابة لا تقدم اجابة جاهزة .. لن تقول لك في نهايتها " اذن حلايب سودانية مية بالمية " .. ولن تقول لك " حلايب مصرية مية بالمية " 

 هذه الكتابة تقدم لك نقاط تاريخية عن منطقة حلايب لا غير.

1- عام 1899 وبعد عام من الغزو المصري الثاني للسودان تم ترسيم الحدود بين البلدين وتم تحديد خط عرض 22 كحد فاصل لحدود مصر الجنوبية .


2- تقع منطقة حلايب شمال خط عرض 22 بمساحة حوالي 20 ألف كيلو متر مربع. وتضم حلايب وشلاتين وابورماد.

3- عام 1902 قررت الادارة البريطانية ( التي كانت نافذة في مصر ومسيطرة على السودان ) ان تضع مثلث حلايب تحت الادارة السودانية نسبة لامتداد قبائل البشارية به وهي قبائل سودانية.

4- يقول نعوم شقير في كتابه " جغرافية وتاريخ السودان " ( ص 104 ) متحدثاً عن اقاليم السودان :
" ومن أماكن سواكن الشهيرة على البحر الأحمر نقطة حلايب عند حدود السودان الشمالي على البحر الأحمر "
( نعوم شقير مؤرخ سوري كان يعمل مع جيش " الفتح " المصري بقيادة السردار كتشنر حين غزا السودان للمرة الثانية عام 1898 .. وألف كتابه هذا الذي يعتبر مرجعاً مهما في تاريخ السودان عام 1903 )

5- ظل الامر على ما هو عليه حتى استقلال السودان عام 1956. وفي 29 يناير 1958 ارسلت القاهرة مذكرة للخرطوم تخطرها بان منطقة حلايب تقع داخل الدوائر الجغرافية المصرية المقسمة للاستفتاء على رئاسة الجمهورية ( وارسلت مصر الصحفي جلال كشك الى حلايب لتغطية الاستفتاء ) . وفي نفس الوقت كانت الخرطوم قد أدرجت حلايب كدائرة جغرافية في الانتخابات السودانية ( وكان هناك وفد من الداخلية السودانية يشرف على المنطقة حين وصلها الوفد المصري ).

6 - في 20 فبراير 1958 ارسل رئيس الوزراء السوداني عبد الله خليل رسالة الى الأمم المتحدة يشكو ان مصر حشدت قواتها العسكرية على الحدود المشتركة عند منطقة حلايب.

7 - في 21 فبراير 1958 اجتمع مجلس الأمن لنظر الشكوى. لكن مندوب مصر عمر لطفي سلم بيانا من الحكومة المصرية تعلن فيه قبولها تأجيل مسألة التنازع الحدودي الى ما بعد الانتخابات السودانية.

8 - تجمد موضوع حلايب من تاريخه وظلت تحت السيادة السودانية كما قضت اتفاقية 1902 و في نفس الوقت تعتبرها مصر أرض مصرية وفق اتفاقية الحدود 1899

9 - عام 1990 اعلنت مصر حدودها في قرار جمهوري 27 لسنة 1990 بما يضم منطقة حلايب للحدود المصرية.

10 - في ديسمبر 1992 ارسل وزير الخارجية السوداني علي سحلول مذكرة الى مجلس الأمن يشكو من توغل قوات عسكرية مصرية داخل منطقة حلايب السودانية واقامة معسكرات بها. ورد وزير الخارجية المصري عمرو موسى برسالة في يناير 1993 يؤكد فيها ان منطقة حلايب مصرية وتقع داخل حدود مصر الدولية.

11 - في رسالته لمجلس الأمن قال عمرو موسى وزير خارجية مصر ان الاختصاصات الادارية الممنوحة للسودان في حلايب لا ترقى لدرجة جعلها أرض سودانية.

12- تعتبر قبائل البشارية الموجودة في السودان والتي تمتد اراضيها الطبيعية الى منطقة حلايب ان أرضها هذه واقعة تحت الاحتلال المصري وتضغط على حكومة الخرطوم لاستعادتها.

13 - هناك اقوال لا يمكن التأكد منها تقول انه بعد محاولة اغتيال مبارك عام 1995 في أديس أبابا و التي كان النظام السوداني مشاركاً فيها تم الاتفاق على تجاوز هذه الأزمة بعدة ملفات منها ان تترك الخرطوم موضوع حلايب ولا تعود لمحاولة فتحه مرة أخرى.

14 - الوضع في منطقة حلايب ملتبس حيث يعتبر بعض السكان انفسهم سودانيين ويعتبر اخرون انفسهم مصريين.

15 - ظل موضوع حلايب ورقة ابتزاز للنظام السوداني من قبل المعارضة تتهمه بالتفريط في اراضي سودانية ، خاصة انه فرط في منطقة الفشقة شرق السودان والتي تحتلها اثيوبيا . لكن النظام ظل يؤكد ان مسألة كهذه لن تعكر علاقته بمصر.

16 - طالبت قبائل شرق السودان التي تعتبر حلايب امتداد طبيعي لأراضيها النظام السوداني أكثر من مرة باستعادة المنطقة لكن النظام لم يجرؤ على مطالبة مصر بها مع تأكيده للاهالي على سودانيتها .

17 - عام 2010 وبعد سنوات من الصمت عاد الرئيس السوداني للحديث عن سودانية حلايب ، لكن القاهرة استنكرت هذا الحديث وأكدت ان حلايب مصرية ولا تعرف ما الذي يتحدث عنه البشير ( وتناولت الصحف المصرية تصريحاته باستنكار شديد جدا )

18 - عام 2011 نظمت الحكومة المصرية انتخابات مجلس الشعب في منطقة حلايب. وفي 2012 نظمت الانتخابات الرئاسية بها.

19 - في فبراير 2013 وعقب زيارة د. محمد مرسي للخرطوم أعلن موسى محمد احمد مساعد الرئيس السوداني واحد قيادات قبائل الشرق ان د. مرسي وعد الخرطوم باعادة حلايب للسودان من الاحتلال المصري. لكن الرئاسة المصرية نفت تماما ان تكون قدمت وعداً كهذا تتنازل فيه عن اراضي مصرية.

الخلاصة : يمكنك ان تعتبر حلايب أرض مصرية بموجب اتفاقية 1899 كانت تحت الادارة السودانية ثم قررت مصر ان تستردها .. ويمكنك ان تعتبر اتفاقية 1902 بوضع حلايب تحت الادارة السودانية ملزمة فعليه تصبح أرض سودانية. انت حر تماماً. فقط احببت ان اقدم لك هذه المعلومات التاريخية.

ليست هناك تعليقات: